بعد انتظار دام 11 عام ،، #ديما تضيء ليل اهلها بعد اجراء عملية زراعة اطفال انابيب لدى مركزنا

  •  بعد أحد عشر عامًا من الانتظار والمحاولات الحثيثة للإنجاب وعمليات التلقيح الصناعي المعروفة بـ "أطفال الأنابيب"، رُزقت الأم نهى هرشة بطفلتها "ديما"، إثر نجاح عملية "تلقيح صناعي" أجراها المركز الفلسطيني الأوروبي للإخصاب والمساعدة على الإنجاب في مدينة رام الله.

    ولجأت الأم هرشة إلى المركز الفلسطيني الأوروبي في محاولة أخيرة على آمل بالإنجاب، بعد أن فشلت 9 عمليات سابقة أجرتها في مراكز مختلفة، وفق قولها.

    وتقول في حديثها مع "القدس" دوت كوم "إن رحلة العلاج كانت متعبة، وسافرنا خلالها إلى مراكز خارج فلسطين لإجراء عملية التلقيح الصناعي، إلّا أن حدوث الحمل لم ينجح لأسباب مختلفة". وتضيف أنها "شعرت بالإحباط وفقدان الأمل بإنجاب طفلة" بعد أن أخبرها أخصائيون أن عملية الإنجاب مستحيلة بفعل مشاكل "عقم" تحول دون حدوث الحمل.

    وقال الدكتور اسامة الحواري احد القائمين على المركز في مدينة رام الله، "ان المركز جلب حاضنات حديثة لانجاح عملية التخصيب، حيث اصبح المركز يستخدم حاضنة ثلاثية الغازات تعطي نسبة نجاح اكبر، وتم احضار حاضنة ذكية تحتوي على كاميرات داخلية لمراقبة الاجنة" وأضاف الحواري "لم نعد نتحتاج لاخراج الاجنة لفحصها، وهذا يقلل من تاثير العوامل الخارجية من الهواء والحراراة على الاجنة، وبالتالي زيادة نسبة حدوث الحمل".

    مدير المركز الدكتور إياد عفانة يقول إن عشرات الأزواج من أنحاء مختلفة من الضفة، يتوافدون على المركز بشكل كبير رغبةً منهم في إنجاب مولودهم الأوّل، أو تحديد جنس المولود، معتبرًا أن حجم الإقبال على مراكز المساعدة في الإخصاب يعكس ارتفاع مشاكل العقم في الأراضي الفلسطينية، وهو ما دفعه لافتتاح مركزٍ في مدينة رام الله، بالإضافة إلى مركزه الأول في مدينة الخليل.

    ويرى عفانة الذي يتمتع بسمعة جيدة في عمليات الزراعة أو التلقيح الصناعي "أطفال الأنابيب" أن عمليات الزراعة في فلسطين على مستوى عالٍ من التقدّم، مشيرًا إلى أن مركزه يعد من المراكز الأولى في الشرق الأوسط من حيث المعدات والطواقم الطبيّة المشرفة، وكذلك النتائج الإيجابية.

    ويشير إلى أن المجتمع الفلسطيني كان يرفض قبل سنوات إجراء عمليات الزراعة لاعتبارات لها علاقة بالنظرة المجتمعية، وكان يتم إجراء عمليات الزراعة في أجواء سرية وخارج البلاد، إلا أن هذه "التابوهات" تكسّرت مع انتشار المراكز المختصّة في الأراضي الفلسطينية، وبات الإقبال على إجراء هذه العمليات بشكل واسع وعلني عند معظم الراغبين بإنجاب الأطفال.

    ويلفت عفانة إلى ارتفاع نسبة العقم لدى الرجال في الأراضي الفلسطينية على خلاف النسب المئوية العالمية والتي تشير إلى أن نسبة العقم تكون عند النساء أعلى بنسبة 70% مقارنة بالذكور، وهو ما يرجعه لأسباب وراثية وأخرى مبهمة، حيث يظهر أحيانًا أن عائلة كاملة بحاجة لإجراء عمليات زراعة لحدوث الإنجاب.

    وبين الطبيب عفانة أن نسبة الإقبال على الزراعة ووسائل التلقيح الصناعي مرتفعة في الأراضي الفلسطينية، حيث سُجلت العام الماضي 4 آلاف حالة زراعة، وهو مؤشر كبير من وجهة نظره، ناتج عن دوافع اجتماعية، تدفع الأزواج بالتسريع في عملية الحمل والإنجاب.

    ويبيّن أن مركزه يستقبل أزواجًا يرغبون بالإنجاب بعد عامين أو ثلاثة فقط من زواجهم، وهو ما أسهم في حلّ مشاكل اجتماعية واسعة في المجتمع الفلسطيني، خاصة أن المجتمع الفلسطيني يحب الإنجاب ويضغط باتجاه تسريع وتيرته للتخلّص من الضغوط وتلافي المشاكل التي تنتج عن تأخر الإنجاب كالطلاق وتعدد الزوجات.

    ويكشف عفانة أن عمليات الإقبال على تحديد جنس المولود ترتفع بشكل لافت في مناطق القدس وجنوب الضفة، حيث يرغب الأزواج بإنجاب طفل ذكر لأسباب اجتماعية، وهو الأمر الذي كان يرفض إجراءه المركز سابقًا، إلّا أنه ومع تزايد الطلب على ذلك، ولتفادي حدوث مشاكل لدى الزواج، أدخل المركز الخدمة التي قال إنها أخلاقية ولا تتعارض مع الدين، مبينًا أن العملية لا تحدث فيها عملية "خلق"، وإنما يتم فحص الأجنّة قبل إرجاعها إلى الرحم.

    وتقول الدكتورة آية العباسي التي تعمل في المركز، إن عمليات الزراعة تعيد الأمل للأزواج بمشاهدة أطفالهم بعد فشلهم بالإنجاب بشكل طبيعي، وتضيف: "نعيد الأمل باستخدام أحدث أدوات التكنولوجيا التي نسخرها للمساعدة بحدوث الحمل بشكل لا يتنافى مع الدين، كما كان يعتقد البعض".

    وتختم والدة الطفلة "ديما"، حديثها بالقول: "لا شيء يمكن أن يصف فرحة أم وأب رزقا بطفلتهم بعد 11 عامًا من الزواج"، وتشير إلى أن المجتمع لم يعد ينظر لعمليات إنجاب "أطفال الأنابيب" باعتبارها "وصمة اجتماعية"، مؤكدة أنها ستكرر المحاولة لإنجاب شقيق أو شقيقة لطفلتها الأولى.